مي مشرفة أقسام المرأة
عدد المساهمات : 288 تاريخ الميلاد : 03/11/1986 تاريخ التسجيل : 17/10/2009 العمر : 38
| موضوع: احلام قصة موثيرة جدااااااااااا الخميس 6 أكتوبر - 0:39 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
...شعر بميل نحو الطفل وهو يفحصه , ربما لان عمره سبعة اشهر , وهو ذات العمر لابنته الوحيدة
(احلام).., وبعد ان كتب العلاج اللازم شيعه والد الطفل الى باب الدار , فخرج وهو يحمل حقيبته
الطبية المنتفخة وسار بمحاذاة الترعة , استأنس بنقيق الضفادع في ظلمة هذا الليل البهيم , وحينا انعطف
الى الغرب مشى في ازقة ضيقة متعرجة الى ان لاح له من بعيد نور ضعيف يهتز , كان يعلم أنها شمعة
(المخاوي) , لطالما كان يتأملها وهو صغير ويظنها وهي راقدة كوة الحائط انها قادمة من عالم مسحور...
بعد انتهائه من دراسته للطب وعودته الى القرية مر من هذا الزقاق مرات قليلة , وفي كل مرة كانت
تسري في جسده قشعريرة اذ يستعيد قصص العفاريت المأمورة والأرواح الطيارة التي تحوم حول بيت
(المخاوي) , ويتذكر تحذير والدته الدائم : " اياك يا صغيري ان تمر من هنا ليلا وحدك , اخاف ان تهاجمك
روح شريرة او يتلبسك جني من الموكلين بحراسة المكان! " .
تناهى الى سمعه من بعيد صوت الدفوف والصنجات , واعاده ايقاعها المنتظم سنوات الى عالم طفولته
عندما كان والده يصحبه لحضور (النوبة) في بيت (المخاوي) , لقد كانت رفقة والده السبيل الوحيد
لمشاهدة الشمعة في كوتها واكتشاف هذا العالم الثري بالغموض والمترف بالخيال , كان آنئذ يتشبث
بيد والده بقوة فهو عنده الدرع الذي يدرأ عنه كل اذى محتمل , وفي الداخل كان يتمايل مع النغمات
الموزونة المتسارعة , ثم يدور مع الدائرين في حلقة (النوبة) وسط رضا الاب وتشجيع الحضور .
برغم هذه الصورة الطفولية المرحة فقد شعر بانقباض وقد اقترب من بيت (المخاوي)اكثر فاكثر ,
شرعت الطبول بالمشاركة وتقاربت ضرباتها ملهبة عواطف الحضور بالتهليل والتكبير , وتزايدت
معها دقات قلبه , دلف الى زقاق جانبي مبتعدا عن بيت (المخاوي) , فما زال بين ضلوعه بقية من
طفل رضع تحذيرات الام ومخاوفها , واحتمى بشخص الاب , وترعرع مع قصص الجن والسحر
و الارواح , حدث نفسه بلهجة المدافع : " لا...الامر ليس خوفا من روح او هربا من عفريت , لكنها
مسألة مبدأ , فأنا وهذا (المخاوي) على طرفي نقيض , والحرب التي بدأت بيننا منذ اعوام لم تنته بعد ,
فما زلت أتهمه بالكذب والشعوذة والدجل بينما ينعتني بالفسق وقلة الايمان!!!
وصوله لبيته انتشله من هذا الموضوع , ليوقعه في مفاجأة غير متوقعة , فما ان فتح الباب حتى سمع
عويل زوجته : " احلااام ...احلااام...واكبداه...!! " , لقد حبت ابنته في غفلة عن امها نحو شرفة
الدرج وسقطت للتو الى الفسحة خلف الباب!!!!!
توقف مصدوما وانحبست انفاسه للحظات , ثم اندفع نحوها بذهول , انها لا تتحرك ! , و ضع اذنه
على صدرها ..نبضة ضعيفة ثم اخرى ثم لاشيء , ارتسم الهلع على وجهه المصفر فتح الحقيبة
وبيد مرتجفة و ضع السماعة على اذنيه .. لاشيء , صحح ووضعها .. ولا نبضة ... مستحيل!!!
السماعة معطلة أو انا الذي لا اسمع , انها حية ولا يبدو الامر كانه اغماء , وعلى مدى عشر دقائق
خالها سنوات استخدم كل ما يعرفه في الطب من تمسيد للقلب وحقنه بالادرينالين ثم تنفس من الفم
الى الفم ...ولكن دون جدوى .
انه لا يصدق , هكذا في لحظة واحدة تتبخر احلامه بين يديه وهو الطبيب حيث لم يسعفه علمه ولم
تغن عنه خبرته ؟! اتموت هذه الزهرة البريئة ويدفن هذا العود الغض تحت التراب ؟ لا ..لن يكون
هذا , انها غيبوبة وستفيقين بعدها , وما بين ذهوله وعويل زوجته خرج من البيت محتضنا طفلته هائما
على وجهه كمن مسه عارض , اكتسحه صراع عنيف شل تفكيره , يعانق الموت على صدره ويأبى
الاقرار بالهزيمة , والعلم الذي استنجد به خذله في اقصى محنة عرفها , اضحى الطب لحظتها كذبة
كبيرة جدا ووهما تبدد كأنه لم يكن , ركض في الازقة على غير هدى , وتعثر في كل الحفر , كان
التعب قد انهكه عندما وجد نفسه فجأة امام الكوة , هذا اللهب المتراقص الذي كان يضفي على الزقاق
وحشة ورهبة بدا له الان وكانه فانوس علاء الدين , وهاهو قد شاهد (المخاوي) من خلاله وقد استحال
زيفه املا وانقلبت اكاذيبه حقائق , بل ان لديه قوة خفية , ولتعاويذه قدرة خارقة , هيا هيا يا (مخاوي)..
هيا ايها المارد..طرق الباب برجله بعنف وبلا توقف , عندما فتح (المخاوي)الباب لم يتمالك نفسه من
الدهشة , لكنه لما رأى الطفلة بين يدي الطبيب عدل من وقفته , فقد لاحت له لحظة الانتصار الحاسمة .
في الداخل وفي الغرفة التي شهد فيها (النوبات)وجلسات التحضير وهو طفل , كف الحضور عن ممارسة
طقوسهم في جو من الدهشة والارتياب , كثف الطبيب آماله وسجى ابنته على الارض بين يدي (المخاوي)
وصرخ فيه : " هيا أفعل شيئا يا (مخاوي).. اقرأ .. ثرثر , هيا حضر جميع الارواح واستخدم كل جان
الارض ..اما انا فسأشعل البخور ...دعوني انقر الدفوف ...
مد(المخاوي) يده الى جبين الطفلة البارد , وأدرك انه لم يربح الرهان , فالفرس لن تشارك في السباق ,
قال بصوت خفيض : " لقد فات الاوان " , لكن الطبيب لم يسمعه , كان قد بدأ بالدوران حول (أحلامه)
دار...ودار...ثم حملها بين يديه ورفعها للأعلى وهو يدور ويدور ثم اغمض عينيه وأسرع ...أسرع...
كانت جدران الغرفة تتقاذفه وهو يردد : " حي ....حي........" | |
|
Youth عضو ذهبي
عدد المساهمات : 450 تاريخ الميلاد : 13/09/1997 تاريخ التسجيل : 10/09/2010 العمر : 27 الموقع : WwW.t-AlTwEr.CoM
| موضوع: رد: احلام قصة موثيرة جدااااااااااا الخميس 13 أكتوبر - 3:42 | |
| | |
|
مي مشرفة أقسام المرأة
عدد المساهمات : 288 تاريخ الميلاد : 03/11/1986 تاريخ التسجيل : 17/10/2009 العمر : 38
| موضوع: رد: احلام قصة موثيرة جدااااااااااا الخميس 13 أكتوبر - 13:19 | |
| | |
|